Sunday, June 27, 2010

دموع فى عيون .. واضحة


بحكم عملى - الاذاعى مش الصحفى- قابلت الكثيرات ممن تبكيهن المشاعر .. كثيرا ما كنت أشعر بتفاهتهن ولكنى قبل أى شئ أحترم كل ما يتعلق بالمشاعر الانسانية خاصة اذا كانت نابعة من قلب ينبض بحب حقيقى، فقد مررت بالتجارب التى كانت تزعجنى فيها التسفيهات وكنت أكثر من مرة على وشك الاقلال من كرامة أشخاص أحبهم لمجرد أنهم قللوا من شأن المشاعر الانسانية وتعاملوا معها باعتبارها نوعا من "العبط الانسانى" وليس خلاصة احاسيس بشرية.
ولكن هذه المرة لم تكن تلك دموع مشاعر حب وعاطفة بقدر ماهى دموع مرارة .. أن تنخرط وسط جمع تأمل ألا يزول من حولك وتحاول أن تكون صاحب دور تشارك به هؤلاء فى تحركهم الايجابى - أو على الأقل ما تراه أنت ايجابيا- وتكون النتيجة أنك منبوذ مبعد يحاول من هم حولك أن يجعلوك هامشا تخط فوقه كلمات لا تصلح للسياق الرئيسى فهو أمر مؤلم بالفعل، ولكنى لم أكن أتصور أن تصل بها مشاعرها الى حد الدموع والمقاومة كى لا تنسكب أمامى ، فأنا قبل أى شئ رجل تنجرح الأنثى المتمدنة اذا ضعفت أمامه.
وجدت نفسى أهرب من محادثتها بسرعة تاركا للحديث بقية تأتى فيما بعد كى لا تفضحنى نفسى المعابة بالبكاء عن رؤية بكاء الآخرين، فان كانت أخفت دموعها فأنا دموعى أسرع من أن أخفيها، خاصة أننى أحترمها وأكن لها احتراما جعلها تسمو داخلى على أن تكون من ذوات دموع الحزن، أخت بحق وزميلة تحترم وصديقة ودودة، ولكننى للمرة الأولى أراها مندفعة فى الكلام فقط من أجل مداراة ما يسعى للهرب من عينيها وليس لتوصيل رسالة ما.
دموعها جعلتنى ألعن فى داخلى كل المتسلطين .. من يدافعون عن حق الشخص فى أن يكون له رأى مستقل وعقل يفكر بمفرده دون ولاية أو وساطة والا أصبح منشقا، هؤلاء الذين أراهم نموذجا للديكتاتور الرضيع، وهو ذلك الذى يحاول محاربة الديكتاتور الصغير الذى يوهم نفسه بأنه يحارب ديكتاتورا أكبر، انهم الحلقة الأصغر والأضعف فى سلسلة من التسلط والرغبة فى امتطاء ظهور المساعدين للظهور.
عموما مازال للحديث بقية .. معها وليس مع نماذج الديكتاتور الرضيع

No comments: