Wednesday, May 7, 2008

دير شبيجل الألمانية تحقق فى الفقر والكفاح من أجل الخبز فى مصر


ارتفاع أسعار الغذاء قاد المصريين الى معركة الكفاح من أجل البقاء بعدما أصبح الكثيرين عاجزين عن اطعام أسرهم.

المثير للسخرية أن نظام الحكم يمكن أن ينهار بسبب أزمة لا يمكن – للوهلة الأولى - لومه فيها - فنظام مبارك غير قادر على التغلب على أزمة العذاء.

ارتفاع الأسعار فى مصر خنق المصريين الفقراء والجميع فى الأسواق يقولون "لقد خنقنا".


ترجمة: أحمد بدر – محمد عطية.

أعدت مجلة دير شبيجل الألمانية تحقيقا عن الأوضاع الاقتصادية فى مصر، التحقيق أعده الصحفى الألمانى اولريك بوتز من مدينة المحلة
الكبرى وبعض المدن المصرية الأخرى تحت عنوان "الكفاح اليومى من أجل الطعام"، ونحن نترجمه ونقدمه لكم:

ان ارتفاع أسعار الغذاء فى العالم قادت المصريين الى معركة الكفاح من أجل البقاء، فالكثيرون أصبحوا عاجزين عن اطعام أسرهم، بينما خرج الجائعون الى الشوارع، فهل يمكن أن تكون هناك أزمات أكثر عنفا فى المستقبل؟!!

فمحروس – الجزار- الذى اعتاد أن يأكل بشكل جيد- ويقف فى محله مرتديا ازاره الأبيض المتسخ بالدماء- اعتاد أن يأخد كل مساء لأسرته كيلوجرامين من اللحم وهو أكثر من احتياجه هو وأسرته المكونة منه ومن زوجته وابنين، ولكنه يقول أنه مضطر الآن لأن يأخذ كيلو واحد فقط.

فأسعار اللحوم أصبحت غالية جدا حتى بالنسبة لمحروس الذى يحصل عليها بسعر الجملة، فهو لم يعد لديه أى زبائن، واذا تأملت محله لا تجد فيه سوى بعض الخطاطيف الفارغة –التى يعلق عليها اللحم- وبعض لفائف السجق وخروف واحد معلق فى انتظار من يشتريه، ومحروس يقول "الشعير والذرة أصبحوا سلعا نادرة، وأسعار العلف الحيوانى أصبحت مكلفة جدا، لا أستطيع أن اقول الا أن العمل أصبح فى حالة سيئة جدا".

الحاملات فى الأسواق مليئة بخضروات كالطماطم والخيار، وكذلك الخبز الذى صفه الخبازون فى انتظار أن يبرد، ولكن المشكلة الآن هى أن التجار بعدما كانوا يبيعون السلع القابلة للتلف قبل منتصف النهار، أصبحوا عاجزين عن أن يتخلصوا منها.

"الخبز والحياة"

مازال هناك ما يكفى من الغذاء فى مصر، التى تجاوز سكانها الـ 80 مليون وأصبحت أكبر الدول العربية من حيث السكان، ولكن الطعام بدأ يقل والأسعار مستمرة فى الارتفاع، والناس ببساطة لا تجد المال اللازم لشراء ما يحتاجون اليه بشكل كامل، فـ 40 % من المصريين يعيشون بأقل من دولار واحد يوميا وهو مبلغ لا يكفى لشراء "العيش" وهى الكلمة التى يطلقها المصريون على الخبز والحياة معا.

ان شبح الجوع الذى حذر وزير المالية الألمانى بيير شتينبرك من أنه سيخيم على المسرح السياسى العالمى يخيم بالفعل من زمن طويل على فقراء مدينة مثل بولاق الدكرور.

فهناك قابلنا أم وبناتها الثلاثة خرجن للتسوق فى سوق صاخب وقذر قرب طريق القطار، ولم تكن الأم تحمل أى أكياس للتسوق مما شكل لها عبئا نفسيا، وبادرتنا بقولها "لم نعد قادرين على الحياة أكثر من ذلك".

وروت السيدة بعض تفاصيل معيشتها قائلة أن ايجار منزلها ارتفع من 100 جنيه الى 200 جنيه مرة واحدة، فى حين أن زوجها الذى يعمل كحارس أمن لمدة 12 ساعة فى اليوم لا يحصل الا على 300 جنيه شهريا، أى أن ما يفيض لمعيشة الأفراد الخمسة طوال الشهر 100 جنيه فقط وهو ما يكفى لشراء 400 رغيف خبز أو 30 كيلو أرز أو 3 كيلو من اللحم، وقد قالت المرأة "هذا المبلغ ببساطة لا يكفى لعيشنا، ونضطر فى نهاية الشهر لاقتراض المال من الجيران، ولم نعد نأكل المكرونة الا مرة كل أربعة أسابيع".

ومن حظ المرأة العاثر أن احدى بناتها تعانى ضعفا فى السمع، وبما أن حياة الأسرة "من اليد للفم" فإنها لا تستطيع تحمل أى تكاليف اضافية كالمساعدات السمعية، فهى تقول "كل أملى فى أن تنخفض الأسعار مرة أخرى".

"لقد خنقنا"

ولكن من يحلم بانخفاض الأسعار مرة أخرى يتوهم، فالمركز القومى المصرى للاحصاءات أكد أن أسعار التجزئة ارتفعت بشكل قياسى فى مصر بنسبة 11.5 % خلال 12 شهر حتى يناير 2008، ولكن الارتفاع الشديد فى الأسعار بدأ منذ ذلك الحين وخاصة أسعار السلع الغذائية الرئيسية، فأسعار الخبز والحبوب ارتفعت بنسبة 40 % خلال الأشهر القليلة الماضية.

وحقيقة أن الحكومة تدعم الخبز هى فى الواقع أمر لا يكفى خاصة فى ظل ارتفاع الأسعار، فالخبز الرخيض لا يكفى الجميع، كما أن كل الأسر وجهت لها ضربة قاصمة بارتفاع أسعار الزيت والأرز بأكثر من 26 % ، وكذلك ارتفاع أسعار الجبن والزبادى بأكثر من 17% ، فارتفاع الأسعار فى مصر خنق المصريين الفقراء، وستجد الجميع فى الأسواق يقولون "لقد خنقنا".

معظم الناس هنا فى مصر لم يسمعوا عن الوقود الحيوى – الذى ابتكره علماء الغرب من النباتات الصالحة للأكل، كما أنهم لم يسمعوا عن الانفجارات السكانية فى الصين والهند والتى تسببت فى أن تشترى هذه الدول الغذاء من الأسواق العالمية، فكل ما يعرفونه هنا هو أن الحياة أصبحت شاقة عليهم.

فمنذ أسبوعين جعلت هذه المحن الناس يسيرون في شوارع احدى المدن الصناعية والتي تسمى "المحلة" - والتي تبعد 90 دقيقة عن العاصمة المصرية القاهرة بالسيارة- حيث تظاهر عشرات الآلاف من البشر اعتراضا على ارتفاع الأسعار بالإضراب عن العمل وهو الامر الذي واجهته الشرطة المصرية بشكل قاسي وتم الببض على المئات بينما قتل شاب واحد على الأقل.

و كل هذا كان إشارة الى شيئا ما قادم في الطريق وهو ما سماه رئيس البنك الدولي روبرت زويليك بـ" الفوضى الاجتماعية" والتي أثارها الفقراء والجياع .

فقوة المعترضين أصبحت ظاهرة وملحوظة عندما حدث بعد يومين من الإضطراب أكثر من شخصية بارزة مثل رئيس الوزراء أتوا إلى المحلة وحاول تهدئة العمال بإعطائهم وعودا بمنحهم علاوات شهرية، فالمعترضون على ارتفاع أسعار الطعام جعلوا النظام في القاهرة غاضبا فالطعام يأتى في المقام الأول عندهم .

"حتى الأغنياء يئنون"

ففي أخر تحقيق قامت به مجلة "كوميونيتي تايمز" تحت عنوان "الوجوه الجديدة للجوع" تحدثت فيه مع عدد من ربات البيوت أكدوا أن أسعار الأسماك في المطاعم خصوصا "سمك الفيليه" أصبحت ذات أسعار غالية جدا وعلى الرغم من أن هذه تعتبر "مشكلة رفاهية" إلا أن هذا يدل على أن حالة الاستياء تنامت حتى وسط الأغنياء في مصر .

فلم يعد العاطلون أو المعارضة السياسية وحدهم الذين يتذمرون فى مصر، فالأمر المثير للسخرية أن نظام الحكم يمكن أن ينهار بسبب أزمة لا يمكن – للوهلة الأولى - لومه فيها، فنظام مبارك غير قادر على التغلب على أزمة العذاء.
.
ونقلت "كوميونيتى تايمز" عن حسنية ـ37 عاما ـ والتي قالت عنها أنها سيدة مصرية فقيرة مثل الغالبية العظمى من المصريين ويعمل زوجها "يوم واحد وعشرة لا " قولها : زوجي يقوم بكنس الشوارع وأساعده في عمله عندنا خمسة أطفال وأحيانا لا نستطيع شراء الخبر لهم نحن نريد أن نبكي ".

وأضافت "منذ شهر ارتفعت الأسعار على نحو مفاجئ لا أعرف لماذا لكن الوضع لو استمر على هذا الحال دون إصلاح فسيكون هناك مظاهرات كبيرة وجديدة حتى لو كانت ستتم بشكل غير قانوني " موضحة :" إنهم لم يعطوا لنا خيار فأنا إذا أردت إطعام أطفالي فعلي أن أكسر القانون وأقوم بالتظاهر "

وتحدثت المجلة مع أحد أصحاب محلات الحلوى بالقاهرة واسمه "مبروك" والذي يقوم بصناعة حلوى تعتمد في الأساس على حبات الجوز والبندق والشوكولاتة والحبيبات المستوردة و سعرها غاليا .

مبروك والذي يعتمر قبعة بيضاء ولحية كثيفة كبيرة يرى الوضع بكل واقعية قائلا :" الشعب لا يستطيع شراء الخبر لذلك فهم لا يشترون الكعك " وأضاف للمجلة ـ وهو يبلغ من العمر 30 عاما ـ أن عدد من الحلوى التي يقدمها في "الفاترينة" تزل غير مباعة

ونقلت عنه أنه بالرغم من أنه يجنى أموال قليلة من العمل فإن أطفاله يبتهجون عندما يروا والدهم لأنه يعطي لهم الحلوى التي لا يستطيع بيعها طوال اليوم وتصبح حلوى الأسرة .

Friday, May 2, 2008

كل سنة و انت طيب يا ريس



بحث فى معنى الأيدي ... أحمد مطر
أيها الشعب
لماذا خلق الله يديك؟
ألكي تعمل؟
لا شغل لديك
ألكي تأكل؟
لا قوت لديك
ألكي تكتب؟
ممنوع وصول الحرف
حتى لو مشى منك إليك!
أنت لا تعمل
إلا عاطلاً عنك..
ولا تأكل إلا شفتيك!
أنت لا تكتب بل تُكبت
من رأسك حتى أُخمصيك!
فلماذا خلق الله يديك؟
أتظن الله -جل الله-قد سوّاهما..
حتى تسوي شاربيك؟
أو لتفلي عارضيك؟
حاش لله..
لقد سواهما كي تحمل الحكام
من أعلى الكراسي.. لأدنى قدميك!
ولكي تأكل من أكتافهم
ما أكلوا من كتفيك.
ولكي تكتب بالسوط على أجسادهم
ملحمة أكبر مما كبتوا في أصغريك.
هل عرفت الآن ما معناهما؟
إنهض، إذن.
إنهض، وكشر عنهما.إنهض
ودع كُلك يغدو قبضتيك!
نهض النوم من النوم
على ضوضاء صمتي!
أيها الشعب وصوتي
لم يحرك شعرة في أذنيك.
أنا لا علة بي إلاكَ
لا لعنة لي إلاكَ
إنهض لعنة الله عليك